كشف بحث جديد، أن الإجهاد الحاد يمنع الفئران من تكوين ذكريات دقيقة ومحددة، ويجعلها بدلًا من ذلك تطور ذكريات عامة مشفرة بوساطة عدد أكبر من الخلايا العصبية.
ووفقًا لموقع "ساي تيك ديلي"، يعود هذا التشويش في الدماغ إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيكوستيرون، ومع ذلك يمكن معالجة بعض الاضطرابات البشرية من خلال تدخل دوائي يثبط هذا الهرمون.تأثير الإجهاد على الذاكرة وتعميمها
أوضحت الدراسة أن الإجهاد أو الأحداث العاطفية المجهدة قد تجعل من الصعب تذكر الذكريات الدقيقة، ويحدث ذلك في حالات اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق العام، إذ يؤدي الإجهاد إلى ذكريات معممة بشكل مفرط، ما يصعّب التمييز بين المواقف الآمنة والخطيرة.
وفي هذا السياق، أشارت الباحثة شينا جوسلين، المتخصصة في علم الذاكرة والمؤلفة الرئيسة للبحث: "لقد تمكنا من عزل الآليات المشبكية التي تسبب تشتيت الذاكرة، وتوصلنا إلى إمكانية التلاعب بهذه الظاهرة أو حظرها باستخدام الأدوية المتوفرة بشكل منهجي"دراسة تأثير الإجهاد على الفئرانلاختبار مدى تأثير الإجهاد على خصوصية الذاكرة، درب الباحثون الفئران على ربط صوت معين بالإجهاد وآخر بعدم وجوده، ثم تم اختبار استجابة الفئران لهذه الأصوات.وقد أظهرت الفئران التي تعرضت للإجهاد سلوكًا دفاعيًّا بصرف النظر عن الصوت المشغل، ما يدل على أن التجربة المجهدة أثرت على قدرتها على تكوين ذكريات محددة.وفي المقابل، استجابت الفئران غير المجهدة فقط للصوت المرتبط بالتجربة الأصلية، ومع ملاحظة ارتفاع مستويات الكورتيكوستيرون لدى الفئران المجهدة، اختبر الباحثون ما إذا كان هذا الهرمون يؤثر مباشرة في تكوين الذاكرة.دور الكورتيكوستيرون والميتيرابونوجد الباحثون أن الفئران التي تلقت هرمون الكورتيكوستيرون قبل التدريب أظهرت العجز نفسه في تكوين ذكريات دقيقة للصوتين، لكن عندما تم إعطاؤها الميتيرابون، وهو مركب يمنع تخليق الجلوكوكورتيكويد، استعادت الفئران المجهدة قدرتها على تكوين ذكريات محددة.اتجاهات مستقبلية في أبحاث الذاكرةيخطط الباحثون مستقبلًا لدراسة تأثير الإجهاد على خصوصية الذكريات غير المزعجة، كما يسعون للتحقق مما إذا كان لمستقبلات الكانابينويد تأثير مشابه على خصوصية الذاكرة، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة لإدارة اضطراب ما بعد الصدمة.