هو مصطلح صاغه المحلل السياسي كيفن فيليبس في عام 1969 لوصف الولايات الجنوبية المشمسة، حيث كان الديمقراطيون البيض يهاجرون بعد حركة الحقوق المدنية. لا تحديد جغرافي دقيق لهذا الحزام، لكنه يمتد من فلوريدا إلى أجزاء من جنوبي كاليفورنيا، بما في ذلك ولايات تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا، مع أطراف شمالية في كولورادو وكارولينا الشمالية.
في العقود الأخيرة، شهدت
هذه الولايات نموًا سكانياً كبيراً، وأصبحت تشكّل وجهة الانتقال لاصحاب المصالح
الأميركيين، بسبب الضرائب المنخفضة، وبيئة الاستثمار الجيدة التي توفرها، وفرص
العمل، وانخفاض تكاليف المعيشة، والطقس. وعليه، أصبحت منطقة "حزام
الشمس" منطقة رئيسة لصناعات، مثل التكنولوجيا والفضاء والطاقة، وهو ما يجعلها
جزءاً نابضاً بالحياة وديناميكياً من البلاد. ويشكّل الاقتصاد والتخفيض الضريبي
عاملاً مهماً في توجهات الناخبين، وهو ما يساعد على فوز الجمهوريين في معظم تلك
الولايات.
وفاز دونالد ترامب في
معظم الولايات التي تشكّل هذا الحزام، بحيث انضمت أريزونا إلى الولايات المتأرجحة
الأخرى في حزام الشمس - نيفادا وجورجيا وكارولينا الشمالية - والولايات الثلاث في
حزام الصدأ ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، إلى التصويت للجمهوريين. كان من المتوقع
أن تكون جميعها تنافسية للغاية، لكنها جميعا ذهبت إلى ترامب، وإن كان بهامش متقارب
إلى حد ما.
تحدد مساحة الأرض
المعروفة باسم "حزام الصدأ" بأجزاء من ويسكونسن وإنديانا وإلينوي
وميشيغان وميسوري وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا الغربية وأجزاء من شمالي ولاية
نيويورك. يعود استخدام هذا المصطلح إلى السباق الرئاسي لعام 1984، عندما زعم
المرشح الديمقراطي والتر مونديل أن الرئيس رونالد ريغن "يحوّل منطقة الغرب
الأوسط الصناعية إلى منطقة صدئة". ويقول الكاتب وودارد إن الصحافيين أخطأوا
في سماع الاقتباس، وبدأوا في استخدام "حزام الصدأ" بشكل متكرر.
كانت هذه الولايات ذات
يوم قلب التصنيع الأميركي، وخصوصاً في الصناعات مثل إنتاج الصلب وتصنيع السيارات
والآلات الثقيلة، لكن العولمة أضرّت كثيراً بالقاطنين في تلك المناطق بعد أن رحلت
الصناعات الى شرقي آسيا، وتسببت المنافسة الصينية بضرر كبير للصناعات الأميركية،
بصورة عامة.
أهم الولايات المتأرجحة
تلك الموجودة في "حزام الصدأ": بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، وكانت هذه
الولايات تاريخياً معقل الحزب الديمقراطي، فمنذ التسعينيات حتى عام 2016، لم يخسر
الحزب الديمقراطي مطلقاً ولاية بنسلفانيا أو ميشيغان أو ويسكونسن.
بحلول عام 2016، وبسبب
الركود الاقتصادي المطول، أصبح الناخبون في تلك الولايات يشعرون بخيبة أمل متزايدة
تجاه الحزب الديمقراطي. ساعدت وعود ترامب بـ "جعل أميركا عظيمة مرة
أخرى"، وحروب التعرفات الجمركية واسعة النطاق، والحمائية التجارية، والجهود
الرامية إلى إعادة وظائف التصنيع إلى "حزام الصدأ"، هؤلاء الناخبين على
التحوّل نحو الحزب الجمهوري.
وخلال انتخابات 2024،
عبّر الناخبون في تلك المناطق عن استيائهم من التضخم وارتفاع كلفة الإسكان خلال
عهد جو بايدن، بحيث وصف تقرير لشبكة CNN عام 2023 بأنه "أصعب عام لشراء منزل منذ عام 1984". كل
هذه العوامل أدت إلى زيادة عدم الرضا بين الناخبين في حزام الصدأ عن الحزب
الديمقراطي.
ج – حزام "الكتاب
المقدس"
تم صياغة مصطلح
"حزام الكتاب المقدس" للمرة الأولى في عام 1924، وهو منطقة تقع في
المقام الأول في جنوبي الولايات المتحدة، لوصف منطقة ذات قيم بروتستانتية محافظة،
وفيها أعداد حضور في الكنائس المسيحية تتجاوز المتوسط الوطني. عدد المواطنين
المتدينين الذين يعيشون في منطقة حزام الكتاب المقدس أعلى بشكل كبير عند مقارنته
بمناطق أخرى من الولايات المتحدة، لذا من الطبيعي أن يحصد دونالد ترامب فيها
النسبة الأكبر من الناخبين واصوات المجمع الانتخابي، بسبب تأييد الكنائس له.
بعد محاولة اغتياله، أعلن
دونالد ترامب: "قال لي كثير من الناس إن الله أنقذ حياتي لسبب ما، وكان هذا
السبب هو إنقاذ بلدنا واستعادة أميركا إلى عظمتها". هذه العبارة عُدّت من
كثيرين من المتدينين على أنه تم اختياره من جانب الله.
وفقاً لاستطلاعات الرأي،
أيد الناخبون البيض المتدينون من بروتستانت وكاثوليك ترامب بنسب عالية جداً، بينما
أيّدت أغلبية السود البروتستانت كمالا هاريس. يُذكر أن الناخبين الإنجيليين البيض
يشكلون تقريباً 27% من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة الأميركية.
كما حقق ترامب تقدماً بين
الكاثوليك من أصول لاتينية، بينما حصلت هاريس على ما نسبته 80% من الناخبين اليهود
(يشكّلون 2% من إجمالي الناخبين)، وابتعد الناخبون المسلمون عن الديمقراطيين،
ويرجع ذلك على الأرجح إلى سياسات "اليقظة"، التي دعمتها هاريس بقوة،
وموقف إدارة بايدن من الابادة التي ارتكبتها "إسرائيل" في الشرق الأوسط.