كتب / احمد الحاج
بعد كل سمفونية شخير جماعية نشاز تصحو بعض الشعوب والحكومات العربية متثاقلة قبيل الظهر إن لم يكن بعده وقد أضاعت نصف عمرها،وبددت جل وقتها،واستنزفت كل طاقتها ، وهدرت معظم جهدها وهي ساهرة طوال الليل إما بالمعارك الافتراضية والانتصارات الوهمية وسط غمامات المعسل والتبغ والسجائر الالكترونية ، أو بمتابعة آخر أخبار مقنعي ومهرجي الـ WWE اضافة الى المطربات والراقصات والفاشينيستات والتيك توكريات والبلوغريات ولكل واحدة منهن َّ كنية وحركات وإيماءات وعبارات تشتهر بها بين الشبقيين والمراهقين والمتصابين العرب ولا سيما من مدمني الابتزاز الالكتروني ،وقراصنة الديب ويب، ومن عشاق التعري أمام الكاميرات” بعضهم يمارس هوايته اليومية بعد كم لايحصى من العنصريات والطائفيات التي قاءها على العديد من الصفحات ” زيادة على متابعة صفعة”الهضبة”عمرو دياب، لأحد معجبيه فوق خشبة المسرح، وآخر لقاء مع”القيصر”، وآخر مستجدات الحالة الصحية للـ “زعيم”عادل إمام، كذلك أخبار الـ ” نمبر وان “محمد رمضان، والكل يردد العبارة الحربية الوحيدة التي يحفظها عن ظهر قلب “نورماندي 2″المقتبسة من فيلم”إبن حميدو”لإسماعيل ياسين ،لتنتهي الليلة الخمورجية الفوضوية اللا انتاجية الصاخبة بمشاهدة فيلم “ولاد رزق 3″ من انتاج الراعي الرسمي لموسم الرياض،شعوب وحكومات تصحو متثائبة بعيدا عن معاناة أشقائهم في اليمن وليبيا وغزة وسوريا والصومال والسودان ولبنان على وتيرة البيانات والتصريحات الصاخبة التي يطلقها الجانب الصهيوني على مدار الساعة متوعدا وبعد تدمير غزة كليا بحرب لا تبقي ولا تذر على حدوده الشمالية مع لبنان وبما قد تصل حممها الى العاصمة اللبنانية بيروت – هيهات – ،تقابلها تصريحات نارية مضادة أشد ضراوة لا يتوقف حزب الله اللبناني عن إطلاقها متوعدا الكيان الصهيوني بحرب شاملة بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ والراجمات والمسيرات الانقضاضية التي لم يرها ولم يسمع بها من قبل إذا ما سولت له نفسه مهاجمة لبنان ، حرب ضروس لا سقف، ولا قواعد اشتباك ، ولا حدود لها مع التلويح باجتياح الجليل الأعلى إذا اقتضى الأمر بل وباستهداف قبرص أيضا اذا ما استمرت الأخيرة بدعم الكيان اللقيط وتسهيل إجراء مناورات حربية وتدريبات عسكرية اسرائيلية داخل الاراضي القبرصية في مواقع شديدة الشبه بأراضي حزب الله اللبنانية، كل ذلك والنوم أسوة بالشخير الشر..قي يتواصل بفعل عملية التخدير والتسطيح والتنويم المغناطيسي الجماعي الذي تمارسه إدارات الفضائيات المملوكة لإمراء وسلاطين التخدير وملوك الغناء والتمثيل والفكاهة والطرب وكل واحد منهم يحمل اسما فخما على غير مسمى” فالأول زعيم ، والثاني نمبر وان ، والثالث هضبة ، والرابع سلطان والكل يحب الامارة ولو على الحجارة ” ، فيما تواصل الإدارة الامريكية مسلسل الكذب البواح مستثمرة -حقبة الغطيط والتطبيع والانبطاح وتسيد النمور الورقيين من الفنانين والمطربين للمشهد العربي برمته – زاعمة السعي الحثيث لنزع فتيل الحرب والتخفيف من حدة التوتر قبل اندلاع الحرب على الجبهة اللبنانية ولما تنته الحرب الوحشية المرتكبة بكل أنواع الأسلحة الامريكية على قطاع غزة بعد ، ومعلوم للقاصي والداني بأن”الواثق بأكاذيب أمريكا والمتغطي بأرديتها وعهودها ..عريان” .
قبل أشهر أوعز رئيس وزراء دويلة الاحتلال بنيامين نتنياهو،المعروف بالكذب والتدليس الى رئيس مجلس الأمن القومي للترويج لمشروع قانون “كشف الكذب”وإخضاع وزراء حكومته الى القانون بهدف القضاء على “وباء التسريبات”على حد وصفه،وكان حري بـ النتن جدا ياهو ، أن يعمم قانون اخضاع المسؤولين لتجربة كشف الكذب ليشمل الادارة الامريكية بـأصحاب فيلها وأبناء حمارها، بجمهورييها و دم ..قراطييها على سواء تمهيدا لعرضهم بمعية قادة الكيان المسخ بيسارييهم ويمينييهم ، بمتدينيهم وعلمانييهم، على الجهاز المعروف بـ “جهاز كشف الكذب ” أو “البوليغراف”،الذي يستخدم لقياس وتسجيل العديد من المؤشرات الفيزيولوجية، كضغط الدم، والنبض، والتنفس، أثناء اجابة المستجوبين على لائحة الاسئلة بنعم أو لا ، لمعرفة الصادق منهم من الكاذب ، ولاسيما وأن دويلة الاحتلال سبق لها وأن انخرطت في سباق لتطوير نظم مبتكرة لكشف الكذب،حيث قادت البروفيسورة يائيل حنين، وزميلها البروفيسور داينو ليفي،فريقا بحثيا بجامعة ” تل أبيب” لتطوير طريقة جديدة مخصصة لكشف الكذب بإمكانها اكتشاف 73 % من الأكاذيب بزعمهما وفقا لصحيفة ” تايمز أوف إسرائيل ” ، ومحطة الـ بي بي سي” البريطانية !
الأعجب من كل ما تقدم أنه وفي الوقت الذي تزعم فيه أمريكا بأنها تتحرك جديا لإدخال المساعدات الى الجياع والمحاصرين في قطاع غزة ” وهي التي سبق لها وأن حاصرت الشعب العراقي 13 سنة متتالية ما أسفر عن وفاة مليون وربع المليون عراقي جوعا وعطشا ومرضا” اضافة الى وقف الحرب على القطاع وقد دخلت شهرها التاسع والعمل على تسهيل عملية تبادل الأسرى واستعادة الرهائن في خطة تتضمن ثلاث مراحل قدمها جو بايدن، قائد أمة المثليين كما وصف نفسه وبلاده بذلك ،ملقيا الكرة بملعب المقاومة الفلسطينية دونا عن قيادة الكيان الاجرامي الفاشي،مع سعي اميركا ووفقا لادعاءاتها بالتحرك لنزع فتيل الحرب مع لبنان والحيلولة من دون اندلاعها أو توسع دائرتها وإذا بهذه الإدارة الدم ..قراطية وديدنها هو الكذب، تواصل ارسال الأسلحة والذخائر والقذائف المدمرة الى الكيان وبلا توقف وهذا هو عين ما دأبت عليه منذ اندلاع الحرب في السابع من اكتوبر / 2023 وحتى كتابة السطور، فبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” وموقع ” يورو نيوز” وصحيفة ” وول ستريت جورنال” فإن الولايات المتحدة قد زودت دولة الاحتلال بأكثر من 15 ألف قنبلة ، و57 ألف قذيفة مدفعية بينها قنابل “إل يو-109″المصممة لاختراق التحصينات،وقذائف “إم 107″شديدة الانفجار،علاوة على نقل أكثر من 5 آلاف قنبلة من طراز Mk82، و5400 قنبلة من طراز Mk84 زنة الواحدة منها ألفي رطل، زيادة على 1000 قنبلة طراز GBU-39، و3 آلاف قنبلة طراز JDAM، فضلا على عشرات الالاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم،وقذائف”إم830إيه1″المضادة للدبابات ، كل ذلك في وقت ظهرت فيه المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، نيكي هايلي، وهي تكتب عبارة “أقضوا عليهم” على قذيفة إسرائيلية خلال جولة لها بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان، سبقتها دعوة السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام ، في مقابلة مع قناة “إن بي سي نيوز” الأميركية لضرب غزة بقنبلة نووية، كما فعلت بلاده بمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين ، مضيفا بالقول” أعطوا إسرائيل القنابل التي تحتاجها لإنهاء الحرب، فهي لا تستطيع تحمل الخسارة، واعملوا معها على تقليل الخسائر البشرية” ..لماذا يا غراهام أفندي ؟! لأنه ووفقا لتصريح سابق له على “قناة فوكس نيوز” فقد قال وبالحرف “نحن في حرب دينية ، أنا مع إسرائيل، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية المكان” بحسب سي ان ان .
ولعل من المضحك المبكي ونتيجة للضغط الهائل الذي تمارسه منظمة أيباك (= اللوبي الصهيوني في اميركا) أن الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، قد اضطرت صاغرة للرد على تصريحات النتن جدا ياهو للادارة الامريكية واتهامها بالتقصير في ارسال شحنات الاسلحة اللازمة الى كيانه الهزيل برغم كل الدعم الامريكي اللامحدود قائلة “باستثناء شحنة معينة من الذخائر ينظر فيها المسؤولون الأميركيون عن كثب فليس هناك أي وقف آخر لشحنات أسلحة” ، ليضيف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ، وهو القائل في بداية الحرب ” بإن الكونغرس يعمل لتلبية احتياجات إسرائيل الدفاعية المتزايدة وأنه لم يأتِ الى إسرائيل بصفته وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، ولكن بصفته يهوديا فرّ جده من القتل”، ليصرح والعرق يتصبب من جبهته اعتذارا للنتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة ، وخشية من غضب” منظمة أيباك “على إدارة بايدن قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية ما يعني خسارة بايدن الدم ..قراطي لصالح ترامب الجم…هوري المتأهب لولاية ثانية ، بأن”واشنطن تواصل مراجعة شحنة واحدة في ما يتعلّق بقنابل زنة 2000 رطل بسبب مخاوفنا بشأن استخدامها في منطقة مكتظة بالسكان مثل رفح وكل ما سوى ذلك يجري كالمعتاد !!”.
وفي الختام لا بد واضافة الى “وحدة الساحات”من تبني دعوات اطلاق جبهة موحدة لمواجهة الاحتلال في خطوة تصعيدية ردا على تدمير المنازل والمداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية، واقتحامات الاقصى المتكررة في القدس ، اضافة الى جرائم الكيان المتواصلة في كل من غزة ولبنان، إذ سبق لكتائب شهداء الاقصى”أن دعت خلال المهرجان السنوي بذكرى اغتيال مؤسسها رائد الكرمي،الى إطلاق هكذا مجلس موحد يضم كل فصائل المقاومة وعلى اختلاف مسمياتها في الضفة الغربية وتحت قيادة واحدة لإدارة المعارك مع الاحتلال وعلى الجبهات كافة .